المراد بالكفر والإسلام في هذه المباحث؟ثمّ
إن ما ذكرناه من أن المسلم لا يرثه الكافر أبدا في أي طبقة كان فإن لم يكن
للمسلم وارث مسلم في إحدى الطبقات فينتهي الأمر إلى الإمام عليه السّلام
لأنّه وارث من لا وارث له، والكافر يرثه المسلم في أي طبقة كان ويحجب
الكافر عن الإرث، فإذا لم يكن وارث مسلم في جميع الطبقات يرثه ورثته الكفار
ولا ينتهي الأمر إلى الإمام.
إذا ما هو المراد بالكفر هنا؟ المراد بالكفر هنا هو الكفر في مقابل الإسلام
كما في الروايات: (أهل ملتين لا يتوارثان) فصّل عليه السّلام فقال: «نحن
نرثهم وهم لا يرثوننا، لأن الإسلام لا يزيد إلاّ عزّا، أو لا يزيد إلاّ
شدّة»[1].
فالمراد الإسلام في مقابل الكفر، ولا فرق في المسلم بين أنواعه وأصنافه على
اختلاف مذاهبهم، كلّ من يعترف باللّه وبنبوّة محمّد صلّى اللّه عليه وآله
وسلّم وبما أنزل إليه وبالآخرة يحكم بإسلامه وإن كان فاسد العقيدة من بقية
الجهات.
والمراد بالكافر كلّ من لا يحكم بإسلامه ويكون منكرا لأحد هذه الأمور: إمّا
[1] راجع الوسائل 26: 11 وما بعدها، وما في المتن هو مضمون روايات الباب 1 من أبواب موانع الإرث.