و واصل نقل كلام المرحوم الشيخ محمّد رضا الأصفهاني فنقل عنه هذه الجملة أيضا إذ قال:
ثمّ قال: و فذلكة القول إنّ الغناء هو الصوت المتناسب الذي من شأنه بما هو متناسب أن يوجد الطرب، أعني: الخفّة بالحدّ الذي مرّ [1].
ثمّ يضيف قائلا:
و إنّما نقلناه بتفصيل أداء لبعض حقوقه و لاشتماله على تحقيق و فوائد.
و الإنصاف أنّ ما ذكره و حقّقه أحسن ما قيل في الباب و أقرب بإصابة الواقع، و إن كان في بعض ما أفاده مجال المناقشة كانتهائه حدّ الإطراب بما كاد يزيل بالعقل، و أنّ العلّة في الغناء عين العلّة في المسكر و ذلك لعدم الشاهد عليه في العرف و اللغة لصدق الغناء على ما لم يبلغ الإطراب ذلك الحدّ [2].
إنّ ما ذكر- إلى هنا- كان نظر الفقهاء و اللغويين و عباراتهم في تعريف الغناء، و لكن الإمام- قدّس سرّه- يعرّف الغناء بالبيان التالي:
فالأولى تعريف الغناء بأنّه صوت الإنسان الذي له رقّة و حسن ذاتي و لو في الجملة، و له شأنية إيجاد الطرب بتناسبه لمتعارف الناس فخرج بقيد الرقّة و الحسن صوت الأبح الرديء الصوت، و إنّما قلنا له شأنيّة الإطراب لعدم اعتبار الفعليّة بلا شبهة فإنّ حصول الطرب تدريجي قد لا يحصل بشعر و شعرين، فتلك الماهيّة و لو بتكرار أفرادها لها شأنيّة الإطراب [3].
ثمّ قال بعد ذكر القيود في التعريف:
و بما ذكرناه تظهر الخدشة في الحدّ المنتسب إلى المشهور و هو «مدّ الصوت