ولا يكون عن هذا الشرك خالصاً إلّامن يرى استهلاك جميع الموجودات ذاتاً وصفة وشأناً في الحقّ القيّوم، بل التوحيد التامّ هو التحقّق بهذا المقام [2].
الإمام و الفوائد
يعتبر شرح حديث رأس الجالوت أوّل رسالة للقاضي سعيد يراجعها الإمام قدّس سرّه كما جاء في مُقدّمة التعليقة، فيشمّر سماحته عن ساعد الجدّ للتعليق عليها، لأنّ أسرار هذا الكتاب تحتاج إلى كشف، وأستارها إلى إزاحة، ويقدّم على كتابة تعليقة بمستوى الكتاب أو أفضل منه، ويودعها جواهر يتلألأ ما بين سطورها، ولعلّ من أبرزها قوله:
إنّ عود الموجودات إلى اللَّه تعالى بتوسّط الوليّ المطلق صاحب النفس الكلّية الإلهية وواجد مرتبة العقل، و أنّ الموجودات بمنزلة القوى و الآلات والمتفرّعات من وجود الإنسان الكامل، فكما أنّ بدء إيجادها من الحضرة الغيب بتوسّط ربّ الإنسان الكامل، وفي الحضرة الشهادة بتوسّط نفس الإنسان الكامل كذلك عودها وختمها.
ولهذا كانت استقامة الامّة استقامة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وورد منه