responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 1  صفحه : 159

..........


و روح الأرواح و صورة الصور و مادّة الموادّ، الجامعة لجميع مراتب الكمال، الكامنة فيها صفتا الجمال و الجلال، المضمر فيها عوالم الغيب و الشهادة، المستتر فيها كلّ خير و سعادة، مظهر الاسم الأعظم الإلهي، و مظهر الحقائق و الرقائق كما هي، كما أشار إليها مولانا و مولى الثقلين أمير المؤمنين عليه السلام بقوله:

و تزعم أنّك جرمٌ صغير

 

و فيك انطوى العالم الأكبر

 

و أنت الكتاب المبين الّذي‌

 

بأحرفِهِ تظهر المُضمرُ [1]

 

و أشار إليها مولانا و سيّدنا أبو عبد اللَّه عليه السلام بقوله:

(إنّ الصورة الإنسانيّة أكبر حجج اللَّه على خلقه، و هي الكتاب الّذي كتبه بيده ...) [2]

إلى‌ آخره ... فالحقائق الخمسة مظاهر وجوده، فعلى هذا كان الجواب عن هذه الحقيقة الكذائيّة بأنّها نحن الّذي وصلنا إلى مقام الجامعيّة و الإطلاق و خرجنا عن حجاب التعيّن و التقيّد، فاحتفظ بذلك و كن أميناً له، و الحمد للَّه أوّلًا و آخراً و ظاهراً و باطناً.

و لقد سلكنا في هذه الأوراق طريق الإيجاز، و رفضنا التفصيل و التطويل بالإغماز، فإنّ المجال ضيّق، و الحال غير موافق، و أهل الزمان غير شائق لهذه الحقائق، بل في هذا العصر- الذي عُدّ العصر الذهبي- يكون كسب المعارف و طلب العلوم الدينيّة عاراً على عار، و خرجوا فوجاً بعد فوج عن هذا الشِعار، و تركوا أديانهم لزخرف الدنيا الدنيّة، و رفضوا إيمانهم لزبرج الامور الطبيعيّة، فاستحقروا الدّين و أهله استحقاراً، و استكبروا على أهل الشريعة و العلم استكباراً، و هتكوا حرمة الإسلام و ناموس القرآن سرّاً و جهاراً، و وضعوا القوانين الملعونة خلاف صراحة القرآن، و مالوا في القضاء عن طريقة البيّنات و الأيمان، و جلس في مقام النبي صلّى اللَّه عليه و آله‌

______________________________

[1] ديوان الإمام علي عليه السلام: 57.

[2] جامع الأسرار و منبع الأنوار: 383، كلمات مكنونة للفيض الكاشاني: 125.

نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست