نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : الخميني، السيد روح الله جلد : 1 صفحه : 137
التسخيري الشوقى، و كون التحريك من قبل النفس [1] لا ينافي كون حركتها بذاتها؛ بمعنى أنَّ القبول المخمّر في طينتها يبعثها على الطلب من النفس؛ لأنَّ تعيين حدود الحركة و جهاتها لا يمكن أن يكون لذاتها، بل إنّما هو من قبل النفس و إرادتها، و من ذلك قيل: النفس عدد متحرّك، فهي المتحرّك المُحرّك.
و أمّا ثبات الطبيعة الجسميّة و جمودها، فمن جهة أنَّ ذاتها ليست نفس الحركة و السيلان كما زعم بعض الأساتيذ الأعلام [2] بل هي ذات ثابتة بنفسها و الحركة عارضة لها من حيث القابليّة عروض اللوازم الذاتيّة لمعروضها، و تحقيق ذلك مبسوطاً مذكور في رسالتنا المُسمّاة: ب «مرقاة الأسرار» [3] في بيان حدوث العالم حدوثاً زمانيّاً.
ثمَّ إنَّ ذلك التغيير مبدأ سائر التغيّرات الّتي بعدها أيّ تغيّر كان مع جمودها في الظاهر على حالها، فالعالم الجسماني بمجموعه مُتغيّر و مُتحرّك دائماً يتبدّل تعيّنه مع الآنات، ففي كلّ آن يوجد مُتعيّن غير المتعيّن الأوّل، و العين الواحدة الّتي يطرأ عليها هذه التغييرات و هي بحالها هو الجسم الطبيعي الثابت بذاته المُتغيّر بأحواله، و في الآية إيماء إلى ذلك حيث قال: «وَ تَرَى الْجِبالَ» أي الحقيقة الأصلية الّتي هي طبيعة الجسم «تَحْسَبُها جامِدَةً» ثابتة حين تمرّ و تعرضها الحركة، فالمرور حال عارض و الجمود و الثبات ذاتيّ.
[1] في نسخة «س» لأن تحركها النفس؛ لأنّ تحريكها إنّما هو من النفس و ذلك. و في «ر» لأن تحركها النفس لأن تحريكها إنّما أمر من النفس و ذلك بدل: لأنّ تحركها النفسي تحريكها التسخيري الشوقي و كون التحريك من قبل النفس.