نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : الخميني، السيد روح الله جلد : 1 صفحه : 133
عَمَّا يُشْرِكُونَ»[1] و إلى المرتبة الثالثة الّتي نحن بصدد بيانها بقوله: «هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»[2].
و لنرجع إلى ما كنّا فيه فنقول: إنَّ تلك الطبيعة غير الصورة الفاعلة في الأجسام، بل هي العناية الربانيّة الممسكة لنظام العالم، و هي مطلع الإرادة الإلهيّة الّتي هي نفس الفعل- بالفتح- في الأخبار النبويّة [3] و معنى الموجَديّة و الموجِديّة- بالفتح ثمّ الكسر- أنّها فاعلة في الأشياء بإذن اللَّه، و معطية للصور كما شاء اللَّه، و مخلوقة بنفسها من اللَّه إذ الأشياء مخلوقة بالإرادة و هي مخلوقة بنفسها.
و في معنى الموجَديّة و الموجِديّة في الطبيعة الّتي هي مطلع الإرادة ما ورد في الأخبار عن الأئمّة عليهم السلام من:
(أنَّ اللَّه خلق الأشياء بالمشيّة و خلق المشيّة بنفسها) [4]
و هذا بعينه يجري في الإرادة غير أنَّ الفرقان بينهما قليل، و كثيراً ما يعبّر في الأخبار عنهما بأحدهما، و عن كلّ واحد منهما بالآخر كما لا يخفى؛ حتّى ظنّ من ذلك بعض الأعلام أنّهما صفة واحدة [5].
قوله: حتّى ظنّ من ذلك.
ليس في هذه الرسالة- مع كون بنائها على الاختصار و الإجمال، و الرمز و الإشارة في المقال- محلّ الحُكومة بين هذين الاستاذين مع كونها خارجة عن وسعي؛ فإنّ تحقيقاتهما أجلّ من أن تنالها أيدينا.