نام کتاب : التعليقة على الفوائد الرضوية نویسنده : الخميني، السيد روح الله جلد : 1 صفحه : 105
علم الراسخين، فتبصّر.
و أمّا النفس فلمّا كانت مُتكثّرة القوى متفننة الأفاعيل من حيث شأنها، مُختلفة الأطوار بحسب نزولها و صعودها، و هي أيضاً مبدأ الاثنين و منها ظهرت الاثنينيّة، كما اشير إليه في الحكمة القديمة من أنَّ النفس عدد مُتحرّك و العقل عدد ساكن [1] فالكثرة فيها مع الذات لا في الذات، و الوحدة فيها باعتبار أصلها و من جهته تأحّدها [2] في انتهاء سيرها و رجوعها إلى أصلها كما بينّا.
تبيان:
و ممّا يؤكد ما أصّلنا و يؤيّد ما أسّسنا
ما روي عن أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه أنّه سأله أعرابيّ عن النفس، فقال عليه السلام له: (عن أيّ الأنفس تسأل)
و الصفات [3] لا على زعم المُعتزلة على ما حُكي عنهم [4] فاعرف هذا فإنّه باب واسع ينفتح منه أبواب كثيرة، و قد أشرنا إلى لمحة منها في شرح بعض الأدعية [5].
قوله: سأله أعرابيّ عن النفس ... إلى آخره.
في هذا الخبر الشريف أسرار غريبة أشار إلى بعض منها ذلك العارف الكامل رضي اللَّه عنه، و نحن نُشير إلى لمحة منها بطريق الإجمال بعون اللَّه المُتعال، و يبقى الآخر تحت الأستار، و لعلّه يكشف على قلب أهله ولي الأسرار، فنقول:
في إفراد القوّة في المواطن الأربعة إشارة خفيّة على ما هو التحقيق عند أصحاب
______________________________
[1] انظر الشفاء: 14 الفصل الثاني من المقالة الاولى من الفن السادس في النفس، و الأسفار 8: 244.
[2] في نسخة «ل»: جهة حدها بالعقل بدل: جهته تأحدها.