الموضوع: دعوة للقيام لله (اقدم وثيقة تاريخية تؤرخ لنضال الامام الخميني) [1]
المخاطب: علماء الدين والشعب الايراني
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (قل انما اعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى) (الآية 46، سورة سبأ).
بيّن الله- سبحانه- في هذه الآية الشريفة المسيرة الانسانية من المبدأ الاول للطبيعة المظلمة حتى المنتهى. وقد اختار إله العالم، من بين كل المواعظ، افضل المواعظ ليضع إزاء الانسان كلمة تمثل طريق الاصلاح الوحيد للعالمين: القيام لله، الذي أوصل ابراهيم خليل الرحمن- الى مقام الخلّة، وحرره من أسر المظاهر المختلفة لعالم الطبيعة.
اطرق كالخليل باب علم اليقين أصرخْ بنداء (لا أحب الآفلين) [2]
القيام لله هو الذي نصر موسى الكليم بعصاه، على الفراعنة والقى بتيجانهم وعروشهم في مهب الريح، وهوالذي أوصله ايضاً الى ميقات المحبوب وأحلّه مقام الصعق [3] والصحو [4].
القيام لله هوالذي نصر خاتم الانبياء (ص) بمفرده، على كل عادات الجاهلية وتقاليدها، وطهّر بيت الله من الاصنام وأحلّ محلّها التوحيد والتقوى، وهوالذي اوصل هذه الذات المقدسة ايضاً الى مقام قاب قوسين أوادنى [5].
ان الأنانية وترك القيام لله، هما اللذان اوصلانا الى هذا اليوم الأسود، وسلطا علينا كلّ بني الدنيا، وجعلا البلدان الاسلامية تحت هيمنة الآخرين.
القيام من أجل المنافع الشخصية، هوالذي قضى على روح الوحدة والأخوة لدى ابناء الأمة الاسلامية.
القيام للنفس (الذات) هوالذي فرّق بين اكثر من عشرة ملايين شيعي وباعد بينهم بنحو أضحوا فريسة لشلة من عبدة الشهوات المتربعين على كراسي السلطة.
القيام للشخص، هو الذي يسلّط شخصاً مازندرانياً أميّاً [6] على عدة ملايين ليعيث بحرثهم ونسلهم اشباعاً لشهواته.