نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 2
في غضونه العالم الفقيه يقتصد في قوته ليقتنيه، و يبيع شعاره
و دثاره ليشتريه، و طالب العلم العطاش إذا أخبر بعبابه الجيّاش حلّ بفناء قدسه و
لا يجتويه، و المتحرّي طريق الرّشد و الصواب يعتنق أحكامه بلا ارتياب، و التائه في
تيه السدر إذا عمي عليه المصدر أو الواقع في ضيق الحرج إن أراد الخروج و تعايا
عليه المخرج فليلتمس النجاة بهداه و ليقتبس من نوره و ضياه.
فيا فوز من يهدى بنور هداه
و يا فخر من يعلو سواء سبيله
سيأكل عفوا من ثمار جنانه
و ينهل يوم الحشر من سلسبيله
و صاحبه ذو منّة يوم ظعنه
و سعدا يرى و اللّه يوم مقيله
سيكلأ حقّا من حوادث يومه
و يحفظ صدقا من طوارق ليله
به يمس راق في معارج عزّه
و يصبح باق في نعيم جميلة
يتراءى للباحث في طيّ
هذه الصحائف الكريمة الخالدة المنهج اللّاحب، و الفقه المستدلّ، و الدّليل
الرّصيف، و الرّأي الجيّد الحصيف، و المذهب القويم، و الصوب المستقيم و الحكمة
البالغة، و البراهين الساطعة، و القول البليغ، و المنطق السليم و المعالم و
المعارف، و الظرائف و الطرائف، و الأنوار و الأزهار، و الحكم و الآثار، كلّها ترشد
إلى مهيع الحقّ، و تهدي إلى سواء السبيل.
و المؤلّف- رضوان اللّه
تعالى عليه- بجدّه الدّائب، و فكره الصائب، و ذهنه الوقّاد، و درايته للرّواية، و
بصيرته بعلم الرّجال، وسعة اطّلاعه على الخفايا، و قوّة إدراكه للخبايا، و تضلّعه
في الفقه و الأحكام، و مسائل الحلال و الحرام، و تبحّره في الفنّ، و تجنّبه عن
الوهم و الظنّ صنّف الكتاب فأجاد، و دوّنه فأفاد، أخذ العلم من معادنه، و اقتبس
النور من مشكاته و مصابيحه، مضى فيه على ضوء الحقيقة، و اتّبع طريقة معبّدة، و
اقتدى بالأئمة الأطهار، و اهتدى بهدى النبيّ و الآل، و اغترف من بحار علومهم، و
استنار برشدهم، و تمسّك بحبل ولائهم، و ما مشى إلّا وراء ضوئهم.
و لقد حداني إلى إخراج
الكتاب على الوجه الّذي تراه، و حبّب إليّ احتمال
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 2