97 الشيخ أبو العباس قاضى الجماعة أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سعيد بن حريث بن عاصم
المعروف بابن مضا اللخمى، و أبو جعفر الجيانى القرطبى. قال صاحب «البغية»:
قال ابن الزبير: أحد من ختمت به المأة السادسة، من أفراد العلماء.
أخذ عن ابن الزيان[1] كتاب سيبويه تفهما، و سمع عليه، و على غيره من الكتب النحويّة و اللغويّة و الأدبيّة ما لا يحصى، و كان له تقدّم في علم العربيّة و اعتناء و أراء فيها و مذاهب مخالفة لأهلها، و روى عن عبد الحقّ بن عطية، و القاضى عياض، و خلايق، و عنه إبنا حوط اللّه و أبو الحسن الغافقى، و ولّى قضاء فاس و غيرها. فأحسن السيرة و عدل فعظم قدره و صار رحلة في الرواية، و عمدة في الدراية.
و قال ابن عبد الملك: كان مقريّا مجوّدا محدّثا مكثرا. قديم السماع. واسع الرواية. عارفا بالاصول و الكلام و الطبّ و الحساب و الهندسة، ثاقب الذهن متوقّد الذكا. شاعرا، بارعا. كاتبا.
صنّف «المشرف» في النحو، و كتاب «الردّ على النحويّين»، و كتاب «تنزيه القرآن عمّا لا يليق بالبيان»، و ناقضه في هذا التأليف ابن خرّوف بكتاب سمّاه «تنزيه أئمّة النحو عمّا نسب إليهم من الخطاء و السهو» و لمّا بلغه ذلك. قال: نحن لا نبالى بالكباش النطاحة، و تعارضنا أبناء الخرفان.
مولده بقرطبة سنة ثلاث عشر و خمسمأة، و مات باشبيلية سنة اثنتين و تسعين و خمسمأة، و له ذكر في الجوامع. انتهى.
و المراد بابن خرّوف المذكور هو نظام الدين أبو الحسن علىّ بن محمّد بن علىّ بن محمّد بن خرّوف الحضرمي الأندلسى الاشبيلى النحوي صاحب كتاب «شرح سيبويه «و الجمل» للزجاجى.
[1] الزيات [خ ل] ابن الزيات اسمه اسحق بن الحسن القرطبى، و هو الاتى ذكره فى ذيل ترجمة سميه المروروذى الملقب بابن راهويه. فليلا حظ. منه- ره-