الحقّ أو استبصر ما إن انسلك في سلك اولى الأخطار و النبالة و الشأن في شأن. أو ملك زمام التحقيق في شىء من العلم بالأديان و الأبدان و اللسان و الأزمان[1] بيد أنّى أعرضت عمّا تعرّضوا له في غير الموضع كتفصيل طوال الأشعار المناكيد، و عوّضت منه التعرّض لما أعرضوا عنه في عين الموقع من تحقيق أمثال تاريخ الوفيات و المواليد. بل أحبطت ما أفرطوا فيه من تسمية الكتب المعاريف، و أحلطت فيما فرّطوا عنه من ذكر ما تسرع إلى صوبه التصاريف[2] مبوّبا إيّاه على ترتيب حروف المعجم المألوف، و مرتّبا غير خصوص الأسماء منه على حسب الرتبات دون الحروف، و فاتحا لأغلب أبوابه الثمانية و العشرين مرّتين: فمرّة لزمرة فقهاء الأصحاب، و اخرى لسائر أطباق الفرقتين لما في غير هذا الترتيب الرطيب و النهج العجيب الّذي لا يحمده إلّا الفاكر اللبيب من عسر التداول، و حزونة التناول عند النظر الدقيق و الفكر العميق، و ارتثاء وضع كلّ اسم من اولئك على موضعه اللائق الحقيق ابتغاء بكلّ هذا الوضع و التصنيف و أربعة أجزائهما الّتي لم توجد بأجمعها في تأليف إجابة التماس بعض أخلّائنا الأعاظم بل طاعته الّتي هى عليّ من آكد اللوازم، و أوجب لدىّ من كلّ حتم لازم- زاده اللّه تعالى مازانه، و صانه عمّا شانه، و شيّد بفضله أركانه- مع ما في ذلك كلّه من عظة الناظرين
[1] و ذلك لما ورد فى البحار نقلا عن كتاب معدن الجواهر للشيخ أبى الفتح الكراجكى أنه قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: العلوم أربعة: الفقه للاديان، و الطب للابدان، و النحو للسان، و النجوم لمعرفة الازمان، و فى كتاب اثنى عشرية للسيد العيناثى أنه عليه السّلام قال: العلوم أربعة: علم ينفع، و علم يشفع، و علم يرفع، و علم يضع. ثم قال عليه السّلام: فأما الذى ينفع فعلم الشريعة، و أما الذى يشفع فعلم القرآن- يريد به علم التفسير الذى فيه الطب و الكلام و الحكمة و غيرها-، و أما الذى يرفع فالنحو، و أما الذى يضع فعلم النجوم
و أما النبوى المعروف المشهور الذى رواه الكراجكى و غيره فهو أن العلم علمان:
علم الاديان، و علم الابدان، و يمكن أن يكون مرجع الحديثين الاولين أيضا الى هذا الحديث كما أن مرجع علوم على عليه السّلام الى علوم النبى صلى اللّه عليه و آله. فلا تغفل. منه وه.
[2] و احطت بما لم يحيطوا به من الاحوال الواردة على صوبها أنواع النصاريف خ ل.