جيّد الدين و العقل كثير التأليف. مجوّدا للقرآن أقرأ بجامع قرطبة، و خطب به، و انتفع به جمع، و عظم اسمه، و اشتهر بالصلاح و إجابة الدعوة، و كان رجل يتسلّط عليه إذا خطب و يحصى سقطاته، و كان مكّى يتوقّف كثيرا في الخطبة فقال: اللهمّ اكفنيه. فاقعد الرجل و ما دخل الجامع بعد. صنّف «إعراب القرآن» و كتاب «الموجز» في القرءات و التبصرة فيها «و الهداية» في التفسير و «الوقف على كلا» و أشياء كثيرة في القرءات. مات في المحرّم سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة. و له ذكر في «جمع الجوامع» قلت: و هو كتاب نحوه المشهور الّذي كتب عليه همع الهوامع.

ثمّ ليعلم أنّ أبا اسحق إبراهيم بن محمّد المذكور غير أبى اسحق إبراهيم بن محمّد الماوردىّ. النحويّ البغداديّ شيخ محمّد بن أحمد الشنبوذي و تلميذ أحمد بن سهل الاشنانى، و كذلك هو غير إبراهيم بن محمّد الاشبيلى الّذي هو من مشايخ الشلوبين الأكبر، و له شرح الحماسة، و كتاب النكت على تبصرة الصيمري، و غير ذلك.

45 الشيخ أبو اسحق ابراهيم بن أحمد بن عيسى بن يعقوب الغافقى‌

شيخ النحاة و القرّاء بسبتة.

قال صاحب «البغية» قال: الذهبىّ: إنّه ولد باشبيلية سنة إحدى و أربعين و ستّ مأة: و حمل صغيرا إلى سبتة و قرأ بالروايات على أبي بكر بن شبلون و قرء على ابن أبي الربيع و تقدّم في العربيّة، و ساد أهل المغرب فيها. و سمع الحديث من محمّد بن جرير صاحب ابن أبى جمرة و عن أبى عبد اللّه الأزدىّ، و له «شرح الجمل» و غيره. مات سنة عشر و سبعمأة.

قلت: و هو غير أبي اسحق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصارى الجزرى الفقيه النحوى الّذي ذكره صاحب «البغية» و نقل أنّه أخذ علماء إفريقيّة عنه العربيّة، و البيان، و الأصلين، و الجدل، و المنطق، و ألّف في كلّ ذلك غير أنّه لم يخرج تصانيفه من المسودّة، و لم يخرجه غيره لرداءة خطّه و دقّته. منها «كيفيّة السباحة» في بحرى‌