responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 5

وردني كتابكم تدعوني فيه إلى الحضور في المؤتمر الذي اعتزمتم على عقده آخر نيسان في (بحمدون)، لبنان. ويتكون من خمسة وعشرين شخصاً من علماء المسلمين ومثلهم من المسيحيين للمداولة في أهداف كلتا الديانتين وقلتم ان ابحاث المؤتمر ستكون محصورة في النواحي الروحية والقيم المثلى التي وردت في تعاليم الدين، مبينة عقم الفلسفة المادية الفانية، ثم ذكرتم جهات البحث في كلتا الديانتين إلى ان وصلتم إلى الغاية المقصودة والناحية التي لعلها هي الغرض الوحيد من هذه الترانيم والاناشيد، فقلتم (4) خطر الشيوعية على المجتمع في عصرنا الحاضر، ويتلخص جميع ما ذكرتم من النواحي التي تريدون البحث عنها والنظر فيها من أعضاء المؤتمر الذين يبلغ عددهم الخمسين وتبلغ موادها العشرين، نعم تتلخص ابحاثها في أمرين:

(1) القيم الروحية والمثل العليا في الإسلام والمسيحية.

(2) خطر الشيوعية على المجتمع وطلب علاجها من الإسلام والمسيحية

فنقول :

يلزم قبل كل شيء ان تعرفوا جيداً ان لسان العمل ابلغ واشد اثرا من لسان القول، ان ألوف المؤتمرات والمذاكرات وكل الاجتماعات والمجتمعات ليس لها أي أثر إذا لم تكن الدولة المؤسسة لتلك المؤتمرات والمذاكرات هي في نفسها منسجمة وملتزمة بالقيم المثلى والنواحي الروحية، ولا يندفع خطر الشيوعية الا بتحقيق حرية الشعوب والعدالة الاجتماعية وقلع جذور الظلم والعدوان وقمع رذيلة الحرص والشره على حق الغير والتجاوز عليه، فهل انتم معاشر الامريكان، ويا حكومة الولايات المتحدة، ويا دولة الانكليز، هل انتم واجدون تلك الصفات وهل عندكم شيء من القيم الروحية والمثل العليا، وهل ابقيتم للقيم الروحية قيمة، وقديماً قال الحكماء فاقد الشيء لا يكون معطياً.

أليست أعمالكم العظيمة وضربتكم القاسية للعرب والمسلمين في فلسطين قد سودت وجه الدهر، والبست الاعصار، جلابيب الخزي والعار. وها أنتم هؤلاء لا تزالون كل يوم تضربون العرب وبيدكم الأثيمة، ويد الصهيونية اللئيمة، فتهاجم قرى العرب العزلاء، وتقتل رجالها وأطفالها ونساءها الأبرياء. ألستم أنتم الذين لا تزالون تمدونهم بالمال والسلاح وتدفعونهم إلى هذه الجرائم دفعاً، والا فاليهود اقصر باعا وأضعف قلبا من ان يجرأوا على العرب هذه الجرأة.

ألستم أنتم أخرجتم تسعمائة الف نسمة من العرب أخرجتموهم من أوطانهم وبلادهم وشردتموهم بالصحاري والقفار يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء، وكانوا في أوطانهم أعزاء شرفاء، يكاد يتفجع لحالهم الصخر الأصم، ويبكي لحالهم الأعمى والأصم، وأنتم لا تزالون تغرون اليهود بالعدوان عليهم . فهل فعل نيرون كأفعالهم هذه والعجب كل العجب انكم في نفس الوقت تطلبون من المسلمين والعرب الانضمام إلى جهتكم، والتحالف معكم. وإبرام المعاهدات لكم فانكم تضربون العرب بأرجلكم ورجالكم، تصفعونهم على عيونهم بيد، وتمسحون رؤوسهم باليد الأخرى.

عبادة المادة

نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست