responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 38

ومما زاد في نمو هذه البذرة بذرة المهانة والذلة واحتقار النفس ونكران الذات والانغماس في الشهوات والعزوف عن صفات الأماجد وأماجد الصفات هو ( الأمر الثاني ) الذي تولد وتكون من الأمر الأول. ذاك سكوت المرشدين والواعظين بل الأصح في التعبير عدم وجود مرشد لبيب، او واعظ او خطيب، يصرخ في هذا المجتمع الهالك صرخة توقظه من نومه بل تحييه من موته وتنشره من قبره، تراكمت العلل والأمراض في جسم هذه الأمم الإسلامية ولا طبيب يتصدى لعلاج واحدة من عللها من سائر مللها بل سرى المرض الى الأطباء فالمريض والطبيب سواء.

( رب داء سرى فأعدى الطبيب ).

المغريات وبواعث الشهوات بالألوف والملاين، والمثبطات والعظات ولا واحدة فكيف يكون الحال.

السانحة الثالثة كيف نحل مشكلة فلسطين

ان اختلاف كلمة المسلمين في القرن السادس والسابع للهجرة سبب حدوث الحروب الصليبية وغلبة المغول والتتر على الممالك الإسلامية. وفي القرن الثالث عشر والرابع عشر للهجرة أدى اختلاف كلمة المسلمين ايضا الى ابتلائهم بالاستعمار الأوربي، فاستولى الإنكليز على مصر والمحميات التسع وإمارات الخليج والعراق والحجاز واستولت فرنسا على الجزائر وتونس ومراكش ولبنان وسوريا.

واختلاف كلمة الدول العربية بعد الحرب العالمية الثانية هو الذي أدى الى فاجعة فلسطين وانشاء دولة إسرائيل.

والعالم العربي الآن يعرف جيداً ان لإسرائيل أهدافاً اعتدائية. ويعرف ان إسرائيل كالنار الملتهبة تستمر في حرق ما يجاورها او تخمد ويقضي عليها، وكالوباء والمكروبي الذي يظل منتشراً او يقتل ويفني.

ان قضية فلسطين في القوت الحاضر بعد ان اعترفت بها دول كثيرة أصبحت معقدة جداً حلها يحتاج الى كثير من الحكمة والحذر والصبر والشجاعة. ولمعالجتهاينبغي ان نأخذ بنظر الاعتبار أموراً كثيرة أشير الى بعضها:

1- يجب الابتعاد عن الاقوال الفارغة والوعيد والتهديد والحذر من التظاهر بالدعوة الى الانتقام والثأر، والجولة الثانية، تلك الدعوة التي تدسها وتنشرها الدول الاستعمارية علناً عن سوء قصد، كي تلهي العرب بالخيال والأماني عن الواقع المر، ونحول نقمة العرب منهم الى إسرائيل.

وينبغي الحذر من دسائس الإنكليز والأمريكان ودحض دعابتهم التي تظهر العرب بمظهر المعتدي والمنتقم والحال ان العرب يطالبون بحقهم وهم الموتورون. ولو ردوا اليهم بلادهم لم يكن لهم مع اليهود ولا غيرهم حقد أو سوء. وقد عاش اليهود مع العرب بسلام حقبة طويلة من الزمن.

2- ان أصل بلاءنا بإسرائيل كما ذكرنا من إنكلترا التي كونتها، وأمريكا التي شجعت إسرائيل وعاونتها. فخلاصنا من إسرائيل مرتبط ارتباطاً بخلاصنا من الاستعمار.

نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست