responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 26

بلغ الفسق والفجور، وسكب الخمور في بغداد الى حد ان أهالي لندن وباريس وأمريكا يتعجبون من ذلك ولكنهم طبعاً يفرحون. حقاً ان بغداد قد حقت عليها كلمة العذاب، كأنها تمثل آية من الكتاب المجيد حيث يقول: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ).

ولعل هذا الطغيان انذار وارهاص لما بعده. سئل آخر ملوك الفرس ما الذي أزال ملككم الذي رسخت دعائمه من آلاف السنين فقال: ولينا صغار الرجال على كبار الأعمال فحقد علينا الكبار، ولم يستطع كفايتنا الصغار، فآل أمرنا الى الزوال. هكذا ما وقعنا في اليوم، وليت الأمر لصغار الرجال بل صار لهم و… ولا أدري كيف يكون المآل.

وقد سألني بالأمس سائل يقول: ما بال هذا البلاء قد أنصب خصوصاً على المساكين والفقراء وأهل الصرائف والأكواخ والفلاحين الذين قضى على جميع أموالهم وكل آمالهم، فأهلك ما عندهم من زرع وضرع وربما أتلف بعض نفوسهم.

وما أصاب الأغنياء والأمراء، وأرباب الدولة والثراء، منه لفحة أذى ولا خدشة سوء. وها هم متنعمون في قصورهم ، يتمتعون بأشربتهم وخمورهم. القوي مالك، والضعيف هالك.

فأين العدل العدل في القضاء، وأين ميزان السماء.

فقلت له: ان هذا السؤال وأمثاله ناشئ عن تفريطنا معاشر المسلمين في كتاب الله العظيم، كأنك لم تقرأه أو قرأت ولم تتدبر ما قرأت، يقول سبحانه من قائل: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ).

نحن لانغمارنا في المادة، وغلبة شهواتنا على عقولنا، وانطماس نور الهدى منا، تحسب ان أولئك العتاة المتنعمين بالقصور والفجور تحسبهم في نعيم وحبور، وهم في عين الوقت في شقاء وبلاء. وانما هم كأولئك المرضى الذين يسلب الأطباء حسهم وشعورهم (البنج) كي يقطعوا لحومهم وجلودهم فلا يحسون ولا يتألمون.

وعند الصباح يحمد القوم السرى وتنجلي عنهم غيابات الكرى

نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست