responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 20

أما القرآن فيقول محافظة على ذلك: فانكحوا ما طاب لكم من النساء. وشدد في تحريم البغاء والزنا. الإسلام أخذ من كل فضيلة بحدها الوسط، وجعل العدل في الأوساط، بين التفريط والافراط، وترك للانسان الحرية فيما زاد على الوسط من طرف الفضيلة، فامساك المال عن الواجب بخل، وانفاقه في الواجب عدل. وبذل مقدار منه في الاحسان والمعروف بحيث لا يخل بالواجب فضل، وما عدا ذلك تبذير وإسراف والبخل او الإسراف رذيلة ومحرم. وانفاق على النحو المشروع لنفسه وعياله واجب وبذله في سبيل البر والاحسان فضيلة ومستحب.

أهداف الشريعة الإسلامية، انتشال الانسانية من أوضار الطبيعة: وأقذار المادة وخسة الحيوانية، والعروج بها الى مصاف الروحانيين، والمثل العليا، ولم يدع وسيلة للهناء والسعادة، والعز والكرامة، الا عينها وبينها في هذه الحياة او في الحياة الأخرى وجعل لمن آمن به ويرسله وباليوم الآخر، مقاماً رفيعاً وكريماً في الدارين.

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين

طلب الإسلام ان يكون المسلم صلب العود، رابط الجأش رفيع الهمة، عزيز النفس، طيب الأعراق، دمث الأخلاق، شديد العناد لأهل السوء والفساد، سلس القياد لأخوانه المسلمين. يغار لهم وتهمه أمورهم. جعلهم أخوة في الدين، ووحد كلمتهم بكلمة التوحيد يشد بعضهم بعضا كالبنيان المرصوص، ويواسي كل واحد منهم الآخر. فلا يشبع وأخوه جائع. ولا يأمن وأخوه خائف، ولا يعز وأخوه ذليل.

والكلمة الجامعة التي يريدها لاسلام لمن يتدين به، هي ان يجعل أخاه المسلم نفسه الا انه غيره، وجعل علامة الإسلام وشارته ان تهتم بأمور المسلمين فقال: من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس من الإسلام في شيء. وجعلهم أشداء على الكفار رحماء بينهم، وجعل عزتهم مع عزة الله ورسوله فقال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ). الى كثير من أمثال هذا الذي لو أردت أن أحصيه، وأفيض فيه، تجاوزت القصد، وفات الغرض، ولكن الذي أريد ان أقول: يا هل ترى هل تجد شيئاً من هذه الإشارات او الشارات والعلامات في واحد من هذا الناس الذي يزعمون انهم مسلمون، والإسلام يبرأ الى الله منهم. الإسلام أرادهم أعزاء ((وقد صاروا أذل من قوم الأمة)). وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله. انعكست فيهم الآية. أرادهم أشداء على الكفار. رحماء بينهم، فصاروا أشداء فيما بينهم مستعبدين للكفار أرادهم تن لا يكونوا لليهود والنصارى أولياء... من يتولهم منكم فانه منهم نعم ولم يتخذوهم أولياء ولكن اتخذوهم أسياداً وقادة وسناداً يعملون لصالحهم ويتهالكون على خدماتهم. أراد ((ان يهتم كل مسلم بأمور المسلمين)) فصار كل مسلم يهتم بتفريق كلمة المسلمين، وتمزيقهم وصب البلاء عليهم.

نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست