responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 14

يا هؤلاء العتاة الردة، ويا شياطين الأبالسة، انهضوا من عثرتكم، واستقيلوا من خطيئتكم، واخرجوا من ضلالتكم وردوا الحق الذي اغتصبتموه الى أهله، ردوا فلسطين الى أصحابها الشرعيين وأخرجوا منها الصهيونيين، وردوا أهلها المشردين اليها.

ثم اعقدوا المؤتمرات للبحث عن المثل العليا والقيم الروحية أما يد تسبح، ويد تذبح، وعين تدمع، وكف تصرع، فهذه مهزلة من المهازل، اذا جازت في عرف الكياسة ولغة السياسة، فلا تجوز في لغة العقل والمنطق. كل هذه الفظايع والشنايع التي تتجاهر وتتعاهر بها أمريكا وإنكلترا ووليدتهم البنت المدللة عندهم (إسرائيل) كله عجيب بل من أعجب الأعاجيب، وأعجب من ذلك خمود جمرة العرب وموت عزائمهم وغيرتهم، وتفرق كلمتهم، وتهافتهم على التمرغ على اعتابهم والعكوف على أبوابهم، وهم يجدون منهم هذه المعاملة القاسية والاصرار على إذلالهم، وإهانتهم وترجيح اليهود عليهم.

وقسماً بكل المقدسات لو ان الدول العربية بقي في ظروفها وشل من الغيرة، وثمالة من الشرف والحمية، والنخوة الإسلامية لقاطعوا كل أمريكي وإنكليزي، ولأخذوا بسياسة السلب والمقاطعة التي أخذ بها زعيم الهند (غاندي) ونجح، ولحرموا على أنفسهم كل بضاعة أجنبية، من بضائع أولئك الظالمين ولأخذوا التدابير للاستغناء عن صنايعهم ومنسوجاتهم، فان لباس الصوف الخشن مع العز والكرامة انعم وأكرم، وأعلى وأشرف من لباس الحرير والاستبرق مع المذلة والمهانة.

ولكن إذا أراد الله ان يهلك قوماً بسوء أعمالهم، حبب اليهم عيش النعيم. فاستبدلوا الشرف بالترف وتوصلوا الى اللذة بالذلة. وفقدوا حس الشعور بكرامة النفس وعلو الهمه، وهانت عليهم الطعنات الجارحة، والضربات الفاضحة.

أمتي عزها بعظم رميم

هم على بعضهم أسود ولكن

ضربت في الهوان رقم قياس

(من يهن يسهل الهوان عليه

(ذل من يغبط الذليل بعيش

قدِّست تلكم العظام الرمام

لعداهم مذلة أغنام

عجزت عن حسابه الأرقام

ما لجرح بميت ايلام)

رب عيش أخف منه الحمام)

فيضان السياسة وسياسة الفيضان

قلنا للسفير الإنكليزي في محاورتنا معه التي نشرت في العام الماضي (1) ان العراق منذ احتلالكم له حتى الآن يسير من سيء الى أسوء في جميع نواحيه الاقتصادية والعمرانية وغيرهما.

فقال: ما معناه كلا! بل تحسنت الأمور وتقدم العمران وكان قصر الملك في بغداد يحيط به الماء كل سنة عند الفيضان، وقد صار آمناً من ذلك.

نام کتاب : المثل العليا في الاسلام لافي بحمدون نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست