أما بعد ، فإن الذي ذكرت من مناقب علي بن أبي طالب صلوات الله
عليهوفضائله ودلائله في هذا الجزء إنما هي قطرة من بحار متلاطمة أمواجها
متقاذفة أثباجها ، عظمت لجتها برضاع النبوة فأزبدت أواذيها بكأس الرسالة
فاستفحلت ، وصفا ضياؤها بنور المعرفة فأشرقت ، فحينئذ فضائله ودلائله يقصر
عن حصرها باع الإحصاء ، ولا طريق لأحد إلى استيفائها واستقصائها ، ومن رام
ذلك فقد رام مس الشمس ورد ما فات بالأمس .
روى جدي في نخبه قال : إن في حديث أبي جعفر الدوانيقي أنه سأل
الأعمش : كم حديث ترويه في فضائل علي عليه السلام ؟ فقال : عشرة آلاف حديث .
قال : وقال رجل لابن عباس : ما أكثر مناقب علي وفضائله ، إني لأحسبها ثلاثة آلاف .
فقال : أولا تقول إنها إلى ثلاثين ألفا أقرب .
وروى عن السيد المرتضى قدس الله روحه أنه قال : سمعت شيخا مقدما في
الرواية من أصحاب الحديث يقال له أبو حفص عمر بن شاهين يقول : إني جمعت من
فضائل علي عليه السلام خاصة ألف جزء - يعني بها