وسلوك حبه إنما هو القبول منه في الأوامر والنواهي ، فمن قدم عليه
غيره بعد الرسول لم يكن ممتثلا لأمره ونهيه عليه السلام ، فيخرج عن سلوك
محبته ، ومتى خرج عن محبته ضل عن طريق السلامة ، فوجب تقديمه بعد النبي
عليه السلام عقلا وسمعا .
وجه آخر : جاء الخبر المأثور عن الرسول عليه السلام ، وهو : إذا أحب الله عبدا حببه إلى خلقه .
فما حسبك - عفا الله عنك - بمن فرض الله محبته على خلقه ، وجعلها ذريعة إلى قبول عقيدتهم ، وعلامة على طهارة مولدهم .
وفي هذا مقنع ونهاية لمن أنصف من نفسه .
وحذفت الأسانيد من هذا الكتاب لئلا يطول ، فربما كان السند أطول من
الخبر ، ولأن الناظر فيه لا يخلو من أحد أمرين : إما أن سلم الخبر فلا حاجة
إلى السند ، وإما أن يوجه الطعن إلى الخبر فله أن يطعن في سنده أيضا .
ومع توجه الطعن في الخبر بسند وغير سند ، لا بد من رجوعه إلى