قال : لما قدم وفد نجران على النبي صلى الله عليه وآله العاقب والطيب ، فدعاهما إلى الاسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمد قبلك .
قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام .
قالا : فهات أنبئنا .
قال : حب الصليب وشراب الخمر وأكل الخنزيل .
فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه [1] أن يغادياه بالغداة ، فغدا
رسول الله ( ص ) فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ، ثم أرسل إليهما ،
فأبيا أن يجيباه وأقرا له بالخراج ، فقال النبي عليه السلام : والذي بعثني
بالحق نبيا لو فعلا لأمطر الله عليهما الوادي نارا .
قال جابر : فيهم نزلت الآية
﴿ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ﴾
الآية .
قال الشعبي : أبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا علي بن أبي طالب .
هذا آخر حديث ابن المغازلي .
ومن ذلك ما رواه الثعلبي في تفسيره قال : قال مقاتل والكلبي : لما
قرأ رسول الله هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة ، فقالوا له :
حتى نرجع وننظر في أمرنا نأتيك غدا .
فخلى بعضهم ببعض فقالوا للعاقب وكان ديانهم : يا عبد المسيح ما ترى ؟
فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ، ولقد جاءكم
بالفصل من أمر صاحبكم ، والله والله ما لا عن قوم قط نبيا فعاش كبيرهم ولا
نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم ذلك لنهلكن ، وإن أبيتم إلا تلف دينكم والإقامة
على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم .
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد غدا رسول الله محتضنا الحسين