responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الايمان نویسنده : ابن جبیر، علی بن یوسف    جلد : 1  صفحه : 330

وهو غاية المبالغة في اللطف بالمؤمنين .

ومثله قول الشاعر [1] : ضعيف العصا بادي العروق ترى له

عليها إذا ما أحدث الدهر إصبغا أراد وصف راع بحسن السياسة بإبلة ، يريد بقوله ( إصبعا ) أي نعمة ، لأن الإصبع في لغة العرب النعمة والأثر الحسن .

ولم يرد بقوله تعالى ههنا

( أذلة )

الحير الذي هو ضد الشجاعة ، لأنالآية نزلت للمدح لا للذم .

وأما قوله تعالى

﴿ أعزة على الكافرين

إنما يكون بقتلهم وجهادهم الإنتصاف منهم .

وهذه حال من لم يسبق أمير المؤمنين إليها سابق ولا لحقة إليها لا حق ، بل ما قاربه فيها مقارب .

وهذا مثل قول النبي صلى الله عليه وآله : أكثر أهل الجنة البله [2] فإنه لم يرد بالبله ههنا ضد اليقظة ، وإنما أراد الذين يجتنبون الفواحش لا يواقعون منها شيئا أصلا ، فشبههم بالبله من حيث إنهم تركوا ذلك كأنهم بله عنه لم يعرفوه أصلا ، كما قال الشاعر [3] : ولقد لهوت بطفلة ميادة

بلهاء تطلعني على أسرارها أراد الشاعر أنها بلهاء عن الخيانة ، كأنها من إعراضها عن الخنا لا تعرفه أصلا .

ولو وصفها بالبله الذي هو ضد اليقظة كان مبالغا في ذمها غير مادح لها .


[1]البيت للراعي ، أنظر لسان العرب ( صبع ) ، وفيه : إذا ما أجدب الناس .

[2]بحار الأنوار 5 / 128 .

[3]لسان العرب ( بله ) .

نام کتاب : نهج الايمان نویسنده : ابن جبیر، علی بن یوسف    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست