وروى أحمد بن حنبل أيضا [1] حديثا رفعه إلى علي عليه السلام قال : لما نزلت
﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾
دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بأربعين رجلا من أهل بيته ، إن
كان الرجل منهم ليأكل جذعة وإن كان شاربا فرقا ، فقدم إليهم فأكلوا حتى
شبعوا ، فقال لهم : من يضمن عن ديني ومواعيدي فيكون معي في الجنة ويكون
خليفتي في أهلي .
فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال علي عليه السلام : أنا .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي يقضي ديني عني وينجز مواعيدي .
ومن ذلك ما رواه الثعلبي في تفسيره رفعه إلى البراء قال : لما نزلت
﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾
جمع رسول الله صلى الله عليه واله بني عبد المطلب ، وهم يومئذ
أربعون رجلا ، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس ، فأمر عليا أن يدخل شاة
وأدمها ، ثم قال : أدنوا باسم الله ، فدنا القوم عشرة عشرة ، فأكلوا حتى
صدروا ، ثم دعا بقعب من لبن [2] فجرع منه جرعة ثم قال لهم : اشربوا باسم
الله ، فشربوا حتى رووا .
فبدرهم أبو لهب فقال لهم : هذا ما سحركم به الرجل .
فسكت النبي صلى الله عليه وآله ،فقال : يا بني عبد المطلب إني أنا
النذير إليكم من الله عز وجل والبشير لما يحيى به أحد ، جئتكم بالدنيا
والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا ، ومن يواخيني ويوازرني يكون وليي ووصيي
بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني .
فسكت القوم ، وأعاد ذلك ثلاثا ، كل ذلك يسكت القوم ويقول علي : أنا .
فقال : أنت .
فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب : أطع ابنك فقد أمر