يا فاطمة إنا أهل البيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين
والآخرين [ قبلنا ] - أو قال الأنبياء ولم يدركها أحد من الآخرين - غيرنا :
منا [1] أفضل الأنبياء وهو أبوك ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك ،
وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمك [2] ، ومنا من له جناحان يطير بهما في
الجنة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمك [2] ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك
والذي نفسي بيده ، ومنا مهدي هذه الأمة منا [3] .
فروايات الوصية [4] في كتب الفرقة المحقة أكثر من أن تحصى ، وأخبارهم بها قد طبقت الأرض شرقا وغربا ، لا يتخالجهم شك في ذلك .
وما زالت الوصية تتجدد لعلي بن أبي طالب عليه السلام من يوم دار - وهو من مبدأ الوصية - إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله .
روى جدي رحمه الله في نخبه حديثا مسندا عن ابن عباس في وفاة رسول
الله صلى الله عليه وآله قال : قال النبي : يا عباس يا عم رسول اللهتقبل
وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني ؟ قال العباس : يا رسول الله عمك شيخ كبير ذو
عيال كثيرة ، وأنت تباري الريح سخاء وكرما ، وعليك من العداة ما لا ينهض به
عمك .
فأقبل على علي السلام وقال : يا أخي تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني ؟ فقال : نعم يا رسول الله .
فقال : أدن مني .
فدنا منه فضمه إليه ونزع خاتمه من يده ، فقال : خذ هذا فضعه في