للملائكه ذوات حقيقية , و لها ذوات بحسب القياس الى الناس . فأما ذواتها
الحقيقية فأمرية و انما تلاقيها من القوة البشرية الروح الانسانية القدسية , فاذا
تخاطبتا ( تخاطباخ ل ) انجذب الحس الباطن و الظاهر الى فوق فتتمثل ( فتمثل خ ل
) لها من الملك صورة بحسب ما تحتملها , فترى ملكا على غير صورته , و تسمع كلامه
بغير ماهو وحى ( كلامه بعد ما هو وحى خ ل ) .
و الوحى لوح ( يوحى خ ل ) من مراد الملك ( من مرآة الملك خ ) للروح الانسانى
بلاواسطة , و ذلك هو الكلام الحقيقى , فان الكلام انما يراد به تصور ( تصوير خ ل )
ما يتضمنه باطن المخاطب فى باطن المخاطب ليصير منه ( ليصير مثله خ ) . فاذا عجز
المخاطب عن مس باطن المخاطب بباطنه مس الخاتم الشمع فيجعله مثال نفسه ( مثل
نفسه خ ) اتخذ بين الباطنين سفيرا من الظاهرين , فتكلم ( فكلم خ ل ) بالصوت او
كتب أو أشار .
و اذا كان المخاطب روحا لاحجاب بينه و بين الروح اطلع عليه اطلاع الشمس على
الماء الصافى فانتقش فيه ( منه خ ل ) . لكن المنتقش فى الروح من شأنه ان يتشبح
( ان يسيح خ ) الى الحس الباطن اذا كان قويا فينطبع ( فينطبع ذلك خ ) فى القوة
المذكورة فتشاهد فيكون الموحى اليه يتصل بالملك بباطنه و يتلقى وحيه بباطنه ,
ثم يتمثل للملك صورة محسوسة و لكلامه اصوات مسموعة , فيكون