نام کتاب : مع المصطفي (ص) نویسنده : عایشه بنت الشاطی جلد : 1 صفحه : 59
( علي بن أبي طالب ) وكان محمد ، بعد زواجه من خديجة واستقرار
حياته المادية ، قد ضمه إليه ليخفف العبء عن كاهل أبيه العم أبي طالب ، برا
بعمه ووفاء ببعض حقه عليه ، وهو الذيكفله بعد وفاة جده عبدالمطلب ، وأسبغ
عليه من رعايته وحنانه ما لم يحظ بمثله بنوه .
و ( زيد بن حارثة ) ولده بالتبني .
وكانت أم زيد قد خرجت به صبيا تزور أهلها ، فضل منها في الطريق
فالتقطه من باعه رقيقا في إحدى أسواق العرب ، واشتراه ( حكيم بن حزام بن
خويلد الاسدي ) لعمته السيدة خديجة .
فطابت لزيد الحياة في البيت الكريم .
حتى جاء أبو زيد ( حارثة بن شرحبيل الكلبي ) ينشد ولده بعد أن طال بحثه عنه .
فترك ( محمد بن عبدالله ) الامر كله لزيد : إذا شاء بقي حيث هو في بيت محمد على الرحب والسعة ، وإن أراد ذهب مع أبيه حارثة .
واختار زيد محمدا ، فما لبث أن انطلق به إلى الملا من قريش ، وأشهدهم على أن زيدا ولده بالتبني [1] .
وأسلم كذلك ( أبو بكر بن قحافة ) وكان له وضع آخر : إذ ليس هو من
عشيرة المصطفى وذوي قرباه ، ولا كان في فتوة الصبا كعلي وزيد ، وإنما هو من
رجال بني تيم بن مرة بن كعب ، وقد بلغ سن الكهولة وأخذ مكانته في المجتمع
المكى القرشي ، سيدا مهيبا وقورا ، مشهودا له بالفضل والمروءة ودماثة الطبع
ورجحان العقل .