نام کتاب : مع المصطفي (ص) نویسنده : عایشه بنت الشاطی جلد : 1 صفحه : 52
رفع ابرهيم القواعد منه واسماعيل وطهراه للطائفين والعاكفين
والركع السجود ، فلم يلبث أن صار مع الزمن مثوى لاوثان ممسوخة شتى ، لكل
قبيلة من العرب وثنها تحج إليه وتطيف به ، وترفع إليه الدعاء وتقدم
القرابين .
وغير بعيد من غار حراء ، هجعت مكة تجتر ذكريات مجدها الديني الغابر
طوته وثنية عمياء ، وتساورها من حين إلى حين رجفة من قلق الوعي ، لا تلبث
أن تهمد تحت وطأة الكابوس الجاثم ، لا تحسب حسابا لهذا المختلي في غار حراء
، وقد ألفت أن تراه ينسحب من زحام المجتمع المكي ، عازفا عن تلك الاوثان
التي يعبدها قومه ، لانهم وجدوا آباءهم لها عابدين .
وماذا على القوم أن عزف محمد بن عبدالله عن أوثانهم وأبى أن يعبدها ؟
كذلك فعل نفر غيره من الحنفاء ، ليس عددهم بالذي يدخل في الحساب بزيادة أو
نقصان ، في الحشود من الحجيج الذين ينثالون إلى مكة من كل فج عميق ،
ليطيفوا بأوثانهم في البيت العتيق ويؤدوا طقوس عبادتهم جيلا بعد جيل .
وأوغل الليل قبل أن يطلع فجر هذه الليلة من رمضان ، وينشر نوره البهي على القمم والسفوح والاودية والقيعان ، فيضئ الظلمة الداجية .
ومع نور الفجر الوليد من الليلة الغراء ، تجلى الوحي على المختليفي الغار ، وألقى إليه الكلمة : ( اقرأ ) .
نام کتاب : مع المصطفي (ص) نویسنده : عایشه بنت الشاطی جلد : 1 صفحه : 52