نام کتاب : مع المصطفي (ص) نویسنده : عایشه بنت الشاطی جلد : 1 صفحه : 209
وتتداخل هذه الجبهات زمانا ومكانا ، فيزداد الموقف تعقيداوصعوبة
وحرجا ، من حيث لا يستطيع المؤمنون أن يتفرغوا للجهاد في إحدى الجبهات ثم
ينتقلوا إلى أخرى منها فيكون الامر عليهم أخف عبئا وأيسر مشقة .
وكذلك يشق علينا ، فيما نحاول من متابعة المسير مع المصطفى في دار
هجرته ، أن نمضي مع الاحداث من موقع إلى اخر في ميدان المعركة الكبرى
المعقدة ، بمعزل عن غيره من المواقع .
ويمكن القول مع ذلك ، إن الجبهة اليهودية بدأت تشحذ أسلحتها المسمومة لحرب الاسلام ، من أول يوم للهجرة .
بينما تأخر الصدام المسلح مع الوثنية القرشية ، ريثما يتحدد مجاله
ما بين مكة والمدينة ، ويتم التأهب له والاحتشاد ، فلم يبدأ إلا في السنة
الثانية للهجرة .
وكذلك تأخر ظهور الجيوب الخطرة للمنافقين ، ريثما سرى فيها سم
الشيطان بطيئا خفيا لم يكد يلحظ إلا بعد أن ضري واستشرى ، يهدد الوجود
الاسلامي في أحرج المواقف .
ذلك كله مما كان يدخل في حساب التاريخ ، حين بدا ظاهر الامر أن مكة
وحدها هي مركز الخطر على الاسلام ، وأن له في يثرب مأمنا من كل خطر .
فلنمض مع الاحداث إلى حيث نرقب منطق الحرب في الجبهة اليهودية التي لم تطق الصبر على الاسلام منذ تحول إلى دار الهجرة ،
نام کتاب : مع المصطفي (ص) نویسنده : عایشه بنت الشاطی جلد : 1 صفحه : 209