ان السياسة الاسلامية تقتضى الاستقلال و الحرية و الكفاية , و حصر الاتكال على الله
ان الكرامة التى تنوط بها السياسة تقتضى ان لا يحتاج الانسان الى محتاج اخر مثله
. و ان لا يذل له بل يستقل بحوله و قوته مستعينا بالله تعالى و لقد مثل القران
الكريم هذه الكرامة المصحوبة بالحرية و الكفاية بقوله تعالى :
( محمد رسول الله و الذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا
يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم فى وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم فى
التوريه , و مثلهم فى الانجيل كزرع اخرج شطئه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه
يعجب الزارع ليغيظ بهم الكفار , وعد الله الذين امنوا و عملوا الصالحات منهم
مغفرة و أجرا عظيما)
. ( الفتح : 29 )
ان هذه الاية الكريمة , بعدما بينت توحيد الامة الاسلامية فى العبادة و العقيدة
و انه ليس فى عقيدتهم الا الخضوع لله و ان الركوع و السجود له تعالى كان دابا و
سيرة مستمرة لهم و لذا لا يخافون فى الله لومة لائم و لا يداهنون الكفار المنحرفين
عن صراط التوحيد بل يكونون اشداء عليهم كما يكونون رحماء بين انفسهم لان الجامع
بينهم هو عقيدة القلب فحسب , أفادت انهم مستقلون احرار اغنياء عن الاغيار و
يتعجب منهم