قد تقدمت الاشارة الى ان الحياة الانسانية الاجتماعية لا تتحقق بدون النظام و
التشكيل , و هو قد يكون بالشورى و قد يكون بالامامة بمعنى أن الحاكم الذى يرجع
اليه فى حل المشاكل و بيده أزمة أمور المملكة و تنفيذها , و حفظ ثغورها , و
جباية أموالها و الذب عنها , و دعوة الناس الى النفر و الحرب , و الصراع او
السلم , و المعاهدة و المهادنة , و ما الى ذلك هل هو شخص واحد جامع لجميع
الشرائط , أم الاشخاص عديدون يتشاورون و يتبادلون وجهات النظر فيؤخذ بالمجمع
عليه او المشهور بينهم لانهم اما يتفقون على أمر فهو المجمع عليه , او يختلفون
فيه بالاكثر و الاقل فهو المشهور لديهم و لكل من المسلكين فوائد و مزايا و لكن
الاولى هو الاول مهما أمكن لما جرت عليه سيرة الانبياء حيث أنه لم تعهد نبوة
استشارية , و لا رسالة بالشورى , بل ان تعدد الانبياء فى عصر فاما ان كان يختص
كل واحد منهم بقوم و قطر من الارض أو كان بعض منهم تابعا لاخر نحو تبعية لوط
لابراهيم ( ع )