( المطارحات ) و ( شرح الاشارات ) و ( المباحث المشرقية ) و هكذا فى كتب
المحقق الداماد , و صدر المتألهين , و غيرها من الكتب القيمة للحكماء
المتألهين , مع اختلافهم فى المبانى و الاسس الاستدلالية .
و لقد اشار الى تلك الخصائص الحكيم السبزوارى فى ( منظومته ) حيث قال : على
وزان المبدء و المعاد لصدر المتألهين
اصول الاعجاز او الكرامة *** خصائص ان تقوى العلامة
كما خمود الحدس يبلغ انتها *** يصعد فى شدته غايتها
فيها يكاد زيتها يضى ء وصل *** و فيه لا تهدى من احببت نزل
أعيى اطباء النفوس ذا السقم ذاك بلا لوح قرى اعلى القلم الى ان قال :
و اول اصل الاصول و لذا *** فالذكر اعلى المعجزات اخذا
انتهى . و هذا بحذاء ما قال فى ( الاشارات ) عند بيان قوى النفس : اوليها قوة
استعداية و هى ( المشكاة ) و يتلوها ما هو المتهيأ للاكتساب اما بالفكرة و هى (
الشجرة الزيتونة ) او بالحدس فهى ( زيت ) يسمى عقلا بالملكة و هى الزجاجة , و
البالغة منها قوة قدسية( يكاد زيتها يضى ء و لو لم تمسسه نار) الخ . و قال
الطوسى ( ره ) لما كانت الاشارة المرتبة فى التمثيل الموارد فى التنزيل لنور
الله تعالى و هو قوله عزوجل( الله نور السموات) الاية , مطابقة لهذه
المراتب , و قد قيل فى الخبر( من عرف نفسه فقد عرف ربه) فقد فسر الشيخ
تلك الاشارات بهذه المراتب , انتهى .
ختام فى بيان ما ورثه ابن سينا من الكتاب و السنة و ما تأثر
به من هذا الثقلين فى لزوم الوحى و ضرورة النبوة و خصائصها
ان العقل الانسانى حسبما يستفاد من القرآن الكريم و ان كان