فمعه يتضح الاصلان المتقدمان اى الكلية و الدوام وضوح الرائعة و صلوح الحج لان
يتبلور به ذانك الاصلان و الا لم يكن هدى للعالمين بل كان منهاجا لقوم خاص و هذا
خلف و يشهد له قول على عليه السلام
( ألا ترون الله سبحانه اختبر الاولين من لدن آدم الى الاخرين من هذا العالم
باحجار لا تضر و لا تنفع و لا تبصر و لا تسمع فجعلها بيته الحرام الذى جعله للناس
قياما)
[1] .
الجهة الثالثة فى ان الحج معاد ممثل
قد تبين مما تقدم من الجهتين ان الحج توحيد ممثل و كذا هو وحى ممثل و الكلام
هنا هو ان الحج معاد ممثل و ان مناسكه انموذج للقيامة و الحشر الاكبر .
و بيانه بانه كما ان الاولين و الاخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم و انهم
يأتون الله فرادى كما خلقوا اول مرة و ان كل اناس يدعون بامامهم و ان لكل امرء
يومئذ شانا يغنيه و انه لا ولى هناك و لا حميم و انهم من الاجداث الى ربهم ينسلون
و انه لا وزر هناك لاحد و الى ربهم المستقر و ان تدع مثقلة الى حملها لا يحمل منه
شى ء و لو كان ذا قربى و ان كلهم آتيه يوم القيمة فردا و يفر المرء من اخيه و
امه و ابيه و صاحبته و بنيه و لا خلة و لا بيع و لا شفاعة هناك و بالجملة لا يجزى
نفس نفسا و لا يملك نفس لنفس شيئا و الامر يومئذ لله .
كك الحج تمثل لحشر الناس يوم القيامة فى الساهرة التى لا نوم فيها خوفا و
فزعا و لتجردهم فى المعاد عن الازياء و مظاهر الحياة الدنيا فلا