الاسلام و الدين الحنيف و ان لم يكن له دين و كان ممن لا يخاف المعاد و لكنه لم
يكن قصده حينذاك الا السيطرة على الظالم الذى لم يعرف امام زمانه القائم بالحق
و الداعى الى القسط المنادى بالحرية الهاتف بالحكومة الاسلامية القائل قوله
السديد لا اعطيكم بيدى اعطاء الذليل و لا افر فرار العبيد الباذل مهجته فى الله
ليستنقذ عباده من الجهالة و حيرة الضلالة المعتصم بحبل الله المتين الذى لا
انفصام له و المنقطع عن غيره قائلا بمقاله العتيق : لو لم يكن لى فى الدنيا ملجأ
و لا ماوى لما بايعت يزيد بن معاوية . و ذلك القائل هو سيدنا و مولينا سيد
الشهداء الحسين بن على عليهماالسلام .
فتحصل ان الحرمة لله تعالى بالذات و لغيره بالعرض و ان العزة للحق الذى من
صارعه صرعه بالذات و لغيره المتحقق به بالعرض و ان القوة لذى القوة المتين
بالذات و لغيره بالعرض و ان القدره للقدير المحض بالذات و لغيره المقتدر به
بالعرض فحان ان يحترم المسلمون بحرمة الله و يعتزوا بعزة الحق و يتقووا بقوته
و يقتدروا بقدرته و بالجملة فليتخلقوا باخلاقه حتى لا يظلموا و يكونوا انصار الله
كما قال عيسى للحواريين من انصارى الى الله و يأخذوا ما اتاهم الله و رسوله
بقوة القلوب و قوة الابدان كما اخذ يحيى الزاهد كتاب الله بقوة و استشهد فى
سبيله .
و من اهم مجالى هذا الامر و معالى هذه النهضة العالمية هو الحج الذى ندب
الناس اليه من اقطار العالم و هو فرار و هجرة الى الله كما تقف عليه .
الصلة العاشرة فى ان الحج من اهم مظاهر الاسلام
ان للاسلام قواعد و مبانى يبتنى عليها و يتكى بها و ينهدم دونها و لا