الامة المنسجمة الواحدة , فيكون قتل بعضهم كقتل الكل و حيوته حيوتهم , فلذا يوضع
القاتل فى واد من جهنم يوضع فيه من قتل جميع الناس [1] و التفاوت هو زيادة
العقاب .
و لا اختصاص لهذا الموقف الهائل ببنى اسرائيل حسبما جاء فى صدر الاية
لاحتفافها بالقرينة اللفظية و اللبية الدالة على ان القتل العمدى فى نفسه خطير ,
بلا فرق فى ذلك بين الامم , و يؤيده انه( مر النبى صلى الله عليه و آله بقتيل
فقال : من لهذا ؟ فلم يذكر له احد , فغضب ثم قال : والذى نفسى بيده لو اشترك
فيه اهل السماء و الارض لاكبهم الله فى النار) [2] فتحصل : ان القتل العمدى
فى موقف خاص بحيث يكون قتل البعض كقتل الجميع , و ايضا بحيث لو اشترك اهل
السماء و الارض فى قتل واحد عذبوا جميعا فى النار , فيكشف ذلك من اهتمام
الشرع بصيانة الدماء المحقونة و النفوس البريئة بتهديدين حادين : احدهما كون
قتل البعض بمنزلة قتل الكل , و ثانيهما تعذيب الكل عند اشتراكهم فى قتل
البعض .
الفصل الثالث
فى النهى التحريمى عن تعمد القتل تكليفا
ان القرآن ينادى بحرمته و ينهى عنه بالخصوص حيث قال تعالى :
( و لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و لا تقتلوا النفس التى حرم الله
الا بالحق)
. [3]