التي كانت قدمت من اليمن بعض بطونها من أزمان بعيدة إلى فلسطين
ونزلت بالمكان نفسه الذي كان ولد به المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .
فسمي بيت لخم ثم حرفته الفرنجة والعامة إلى بيت لحم .
وشب رحمه الله بين ربوع فلسطين والشام يحفظ القرآن ويتلقى مبادئ العلم والدين ثم أزمع الرحلة .
فقضى - رحمه الله - جل حياته مترحلا من بلد إلى بلد ومن قطر إلى قطر في طلب العلم والسماع من الشيوخ .
رحل من الشام إلى الحجاز ومن اليمن إلى مصر والعراق ومن بلاد الفرس إلى أرض الجزيرة وأصبهان .
وبقي بها زمنا حيث وافتهالمنية في شهر القعدة من عام 360 من الهجرة المباركة بعد حياة حافلة بلغت المائة عام .
وقد ألف رحمه الله في كثير من الفنون كالتفسير ودلائل النبوة والمناسك .
كما ألف ( المعجم الكبير في أسامي الصحابة ) و ( المعجم الاوسط في
غرائب شيوخه ) وله كتب كثيرة منها : ( كتاب حديث الشاميين ) و ( كتاب عشرة
النساء ) و ( كتاب الاوائل ) و ( كتاب السنة ) و ( كتاب النوادر ) .
وقد سمع منه وروى عنه الكثيرون من الاجلاء والعلماء منهم أبو أحمد العسال قاضي أصبهان وإبراهيم بن محمد بن حمزة وأبو الشيخ .
وسواهم آخرون منهم أيضا الشيخ أبو بكر محمد بن عبد الله بن زيد الذي - من روايته - نقل إلينا هذا الكتاب .
وقد كان نشر هذا الكتاب أمنية قديمة تدور بخلد أخينا الهمام الشيخ محمد عبد المحسن الكتبي .
إسهاما منه في نشر أحاديث النبي الكريم وبعثا للتراث النفيس الذي تجاوزته في رحلتها الاجيال .
لذلك وكل إلينا - وجزاه الله خير ما يجزي به المحسنين إعادة نشره في
ثوبه الجديد القشيب ، عسى أن يرزقنا الله تعالى التوفيق ، ويجعل لنا
وللمؤلف والناشر كفلا من رحمته إنه سميع قريب وصلى الله على نبيه الكريم .