وكان من ترسيم الرسول ( صلعم ) وشرعه أن يؤخذ العم بجرم ابن أخيه
إذا قتل خطأ ، وكان ذلك خلافا لعدل الله تعالى وما أمر به ، وكان غير متوهم
في الرسول ( صلعم ) أن يفعل ما يخالف عدله ورحمته ، ولا أن يأمر بما ينقض
أمر الله تعالى وجب أن ذلك وما كان مثله لمعنى وحكمة يجانس عدل الله ورحمته
من جهة العقل ، والمعنى الذي يجانس عدل الله ورحمته من جهة العقول هو
التأويل الذي نسميه باطنا ، وشرحا ، وتفسيرا ، إذا التأويل واجب .
البرهان الرابع : لما كان من الحكيم العاقل من البشر مستحيلا مخاطبة
الموات التي لاحياة لها ولا ثواب ولا عقاب ، ولا آلة لها في قبول الامر
والنهي والجواب ، فضلا من المتعالي المتقادس رب السموات والارضين .
وأخبر الرسول ( ع .
م ) من الله تعالى بأنه خاطب السموات والارض بقوله تعالى :
﴿ ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللارض أئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ﴾