وكالسراج الذي هو سبب الضوء في الظلمة ، متى وجد كان الضوء واجبا لا يدفع .
وكالجزاء الذي إذا ثبت كان العمل واجبا لا ينكر .
ولما كانت إمامة الامام وخلافته لا تصح إلا بصحة كون الرسول ورسالته
وامتناع بقائه ، ولا رسالة للرسول إلا بصحة وجود المرسل والمرسل إليه
جميعا [1] .
وكون المرسل إليه عاجزا عن الوصول إلى المرسل مع كونه قادرا على
قبول [2] الرسالة والعمل بها ، ووجوب الجزاء على الطاعة والعصيان
لاستحالة استخلاف الخليفة من المستخلف مع بقائه ، وارتفاع توهم غيبته ،
وامتناع وجوب ارسال الرسول من المرسل مع عدم من يرسل إليه ، وكون المرسل
إليه عاجزا لا استطاعة له [3] ولا قدرة على قبول الرسالة والعمل بها ، أو
وجود المرسل إليه السبيل إلى المرسل بغير واسطة أو بطلان الجزاء على قبول
المرسل إليه الرسالة وطاعته فيها أو نبذها .
وكان كل واحد من هذه الاسباب التي لا تصح الرسالة التي هي علة
للامامة إلا بها ، وكانت هذه الاساب كل سبب منها هي علة لما دونه ومتعلقا
بما سواه ، وكانت كلها كالاصول احتجنا إلى تقديم الكلام عليها ، أولا ليكون
لنا إلى المراد طريقا ، ولما نورده من الغرض في تقرير الامامة وإثباتها
تصديقا ، وكان الاولى بتقديم الكلام عليه إثبات الصانع الذي هو المرسل ،
وتعلق وجود الكل بوجوده الذي لولاه لكان الايسية لاء .