نام کتاب : الکفايه في علم الروايه نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 354
قد ثبت عن مالك رحمه الله انه كان يحكم بصحة الرواية لاحاديث
الاجازة فأما الذي حكيناه عنه آنفا فانما قاله على وجه الكراهة ان يجيز
العلم لمن ليس من أهله ولا خدمه وعانى التعب فيه فكان يقول إذا امتنع من
إعطاء الاجازة لمن هذه صفته يحب أحدهم أن يدعى قسا ولم يخدم الكنيسة فضرب
ذلك مثلا يعني ان الرجل يحب أن يكون فقيه بلده ومحدث مصره من غير أن يقاسي
عناء الطلب ومشقة الرحلة اتكالا على الاجازة كمن أحب من رذال النصارى ان
يكون قسا ومرتبته لا ينالها الواحد منهم الا بعد استدراج طويل وتعب شديد
وكان مالك رحمه الله يشترط في الاجازة أن يكون فرع الطالب معارضا بأصل
الرواي حتى كأنه هو وان يكون المجيز عالما بما يجيز به معروفا بذلك ثقة في
دينه وروايته وان يكون المستجيز من أهل العلم وعليه سمته حتى لا يوضع العلم
الا عند أهله أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال سمعت أبا العباس
محمد بن يعقوب الاصم يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول فاتني من البيوع من
كتاب الشافعي ثلاث ورقات فقلت له اجزها لي فقال لي ما قرئ علي كما قرئ علي
ورددها غير مرة حتى اذن الله في جلوسه فجلس فقرئ عليه وهذا الفعل من
الشافعي محمول على الكراهة للاتكال على الاجازة بدلا من السماع لانه قد حفظ
عنه الاجازة لبعض أصحابه ما لم يسمعه من كتبه وسنذكر الخبر بذلك في موضعه
فأما اعتلال من لم يقبل أحاديث الاجازة بأنها تجري مجرى المراسيل والرواية
عن المجاهيل فغير صحيح لانه يعرف المجيز بعينه وأمانته وعدالته فكيف يكون
بمنزلة من لا يعرفه وهذا واضح لا شبهة فيه
نام کتاب : الکفايه في علم الروايه نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 354