نام کتاب : الکفايه في علم الروايه نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 103
والواجب ان يقال في جميع صفات العدالة انها اتباع أوامر الله
تعالى والانتهاء عن ارتكاب ما نهى عنه مما يسقط العدالة وقد علم مع ذلك انه
لا يكاد يسلم المكلف من البشر من كل ذنب ومن ترك بعض ما أمبه حتى يخرج
الله من كل ما وجب له عليه وان ذلك يتعذر فيجب لذلك ان يقال ان العدل هو من
عرف بأداء فرائضه ولزوم ما أمر به وتوقى ما نهى عنه وتجنب الفواحش المسقطة
وتحرى الحق والواجب في أفعاله ومعاملته والتوقى في لفظه مما يثلم الدين
والمروءة فمن كانت هذه حاله فهو الموصوف بأنه عدل في دينه ومعروف بالصدق في
حديثه وليس يكفيه في ذلك اجتناب كبائر الذنوب التي يسمى فاعلها فاسقا حتى
يكون مع ذلك متوقيا لما يقول كثير من الناس انه لا يعلم انه كبير بل يجوز
أن يكون صغيرا نحو الكذب الذي لا يقطع على انه كبير ونحو التطفيف بحبة
وسرقة باذنجان وغش المسلمين بما لا يقطع عندهم على انه كبير من الذنوب لاجل
أن القاذورات وان لم يقطع على انها كبائر يستحق بها العقاب فقد اتفق على
أن فاعلها غير مقبول الخبر والشهادة أما لانها متهمة لصاحبها ومسقطة له
ومانعة من ثقته وأمانته أو لغير ذلك فان العادة موضوعة على ان من احتملت
امانته سرقة بصلة وتطفيف حبة احتملت الكذب وأخذ الرشا على الشهادة ووضع
الكذب في الحديث والاكتساب به فيجب ان تكون هذه الذنوب في إسقاطها للخبر
والشهادة بمثابة ما اتفق على انه فسق يستحق به العقاب وجميع ما اضربنا عن
ذكره مما لا يقطع قوم على انه كبير وقد اتفق على وجوب رد خبر فاعله وشهادته
فهذه سبيله في انه يجب كون الشاهد والمخبر سليما منه
نام کتاب : الکفايه في علم الروايه نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 103