responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 41

بـطولـته :

إنها طاقات جبارة من البطولة تمثلت في ابن أبي طالب فبلغ بها القمة ، وتجاوز إلى أعلى مسئولياتها في نبل واستقامة وشرف .

لقد كان مكين البنيان في شبابه وكهولته ، وشيخوخته ، قد تساوت في ذلك جميع أدوار حياته ، كان يقدم مهرولاً للحرب لا يلوي على شيء . . . وقد مكنته قوته الجسدية البالغة في المكانة والصلابة من رفع الفارس ، وجلّهِ الأرض به غير جاهد ولا حافل ، وبلغ من عظيم قوته أنه كان يزحزح الحجر الذي لا يزحزحه إلا رجال .

إن بطولة علي من البطولات النادرة فلم يتهيب من مبارزة أحد مهما بلغ من الشجاعة ، وذيوع الأسم فقد بارز عمرو بن ود فارس الجزيرة والذي يُعد بألف فارس ، وطرحه أرضاً يتخبط بدمه .

وازدانت بطولته بالاستقامة ، والعدالة ، والشرف والنبل والورع عن البغي ، والمروءة مع الخصم قوياً كان أو ضعيفا ، وسلامة نفس من البغي والحقد ، فلم يبدأ أحداً بقتال ، ولا مندوحة عنه ، وقد أوصى ولده الحسن فقال له :

« لا تدعو إلى مبارزة ، فإن دُعيت إليها فأجب ، فإن الداع إليها باغ ، والباغي مصروع » .

إن بطولة الامام لم تكن مشفوعة بدافع الأغراض المادية ، ولم تمثل عدواناً على أي إنسان ، وإنما كانت بدافع الحق ونصرة القيم العليا التي جاء بها الاسلام .

ومن شهامته التي تحكي عن مدى رحمته أنه أوصى أصحابه في حرب الجمل أن لا يقتلوا مُدبراً ، أو يجهزوا على جريح ، أو يكشفوا ستراً ، أو يأخذوا مالاً .

إنها بطولة يقودها العقل ، وليس للعاطفة فيها أي مجال ، إنه الشرف الذي تحلّى به سليل هاشم .

ومن أروع صور البطولة إعراضه عن عمرو بن العاص عدوه اللدود حينما كشف عن سوءته فغض بصره عنه ، وأرجع سيفه إلى غمده ، وتركه ينجو بحياته ، وهو

نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست