نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 171
حتى أصبح من أعظم الولاة قوة ، ومن أكثرهم منعة ونفوذاً ، وقد عبّدت له الطريق ، وأتحت له الفرصة على منازعة من يأتي من بعدك .
ولم تلتفت أنت ولا صاحبك عمر من قبل الى ما يرتكبه معاوية من
الموبقات والآثام ، وقد عمدت بصراحة الى مخالفة أمري وعصيان قولي فيه ، فقد
قلت :
« إذا وجدتم معاوية على منبري فاقتلوه » .
وقد ارتكب هذا الوغد الأثيم من الموبقات والجرائم ما سود به وجه
التاريخ الاسلامي فقد سم ريحانتي وولدي الأمام الحسن وقتل خيار الصحابة
كحجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وغيرهم وفرض سب عترتي وأهل بيتي على
المنابر والمآذن ، واستحل كل ما حرم الله .
فمن هو المسؤول عن جرائمه غيرك ، وغير صاحبك عمر الذي بالغ في تسديده ، وتأييده فقال فيه : « إنه كسرى العرب » .
هؤلاء بعض عمالك وولاتك ، وانك لم تستعملهم إلا محاباة واثرة
وانقياداً الى عصبيتك القبلية ، وقد شذذت بذلك عن العدل وخنت الله ورسوله
والمسلمين .
التنكيل بالصحابة :
عمدت إلى التنكيل بخيار صحابتي الذين أبلوا في
الاسلام بلاء حسناً ، وساهموا في بناء الاسلام واقامة قواعده فقد اضطهدتهم ،
وبالغت في ارهاقهم لأنهم عابوا عليك سياستك الرعناء ، وطلبوا منك أن تسير
على المحجة البيضاء ، وتهتدي بسنّتي ، وتقتفي بأثري ، ولكنك لم تستجب
لنصحهم ، ولم تثب لإرشادهم ، وأنزلت بهم سوط عذابك ، وبالغت باضطهادهم
وارهاقهم وهم :
عمار بن ياسر :
إن عمار بن ياسر علم من أعلام الاسلام ، وقطب من أقطاب الدين ، صاحبي
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 171