فمـا تركت عـدواً بين بصـري *** إلـى صـنعـاء يطـلبـه بـذحـل
ولما انتهى إليك خبره غضبت غضباً شديداً وقلت : لولا أن تكون سنّة
لأمرت أن لا يضاف يمان أبداً ، ولكتبت بذلك الى الآفاق ، وكتبت إلى عاملك
باليمن أن يأخذ النفر الذين نزلوا على أبي خراش فيأخذ منهم الدية ، وينكل
بهم جزاء لفعلهم [1] فبأي وجه استحق هؤلاء النفر التنكيل ، وبأي وجه أخذت
الدية منهم .
34 ـ اقامتك الحد ثانياً على ولدك :
ومن الأمور التي خالفت بها السنّة اقامتك الحد
ثانياً على ولدك عبد الرحمن فقد أقام عمرو بن العاص عليه الحد حينما شرب
الخمر في مصر ، وذلك بمحضر من أخيه عبد الله فلما بلغك ذلك كتبت الى ابن
العاص أن يحمله على قتب بغير وطأ وأن يشدد عليه ، فأرسله إليك بالحالة التي
أمرته فيها ، وقد كتب إليك باقامته الحد عليه ، وبعث بالكتاب مع ولدك عبد
الله فلما انتهى إليك وهو لا يستطيع المشي لمرضه ، وإعيائه ، وأبصرته أمرت
باحضار السياط ، فقال لك عبد الرحمن بن عوف : أنه قد اقيم عليه الحد ، وشهد
بذلك اخوه عبد الله فلم تلتفت إليه ، واخذت السياط ، وجعلت تضربه وهو
يستغيث ، ويقول :
« انا مريض ، وانت والله قاتلي » .
وبعد ان اقمت عليه الحد حبسته شهراً فمات [2] فبأي وجه اقمت عليه