نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 782
ثم خرج من عندنا فدخل على حفصة فدنا منها فقالت مثل الذي قالت
عائشة ، فلمّا قالتا جميعاً اشتدّ عليه ، فدخل على اُم سلمة بعد ذلك فأخرجت
له العسل ، فقال : « أخّريه عني لا حاجة لي فيه » .
قالت عائشة : فكنتُ والله أرى أن قد أتينا أمراً عظيماً ، منعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً كان يشتهيه [1] .
نعم ، هكذا كانت اُم سلمة ترعى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،
وقد ختمت حياتها مع الرسول على أحسن ما يكون ، ولم يحفظ التأريخ شيئاً عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشين بكرامتها ، بينما حفظ له عليه
السلام في غيرها من أزواجه الكثير الكثير .
وقد روى ابن سعد في الطبقات الكبرى عدة روايات تتعلّق بزواج اُم سلمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
قال : أخبرنا محمّد بن عمر ، حدّثنا عمر بن عثمان ، عن عبد الملك بن
عبيد ، عن سعيد بن عبدالرحمان بن يربوع ، عن عمر بن أبي سلمة قال :
خرج أبي إلى اُحد فرماه أبوسلمة الجشمي في عضده بسهم ، فمكث شهراً
يداوي جرحه ثم برىَ الجرح ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبي
إلى قطن في المحرّم على رأس خمسة وثلاثين شهراً ، فغاب تسعاً وعشرين ليلة ،
ثم رجع فدخل المدينة لثمان خلون من صفر سنة أربع والجرح منتقض ، فمات منه
لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة ، فاعتدّت اُمي وحلّت لعشر
بقين من شوّال سنة أربع ، فتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في
ليالٍ بقين من شوال سنة أربع ، وتوفيّت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين .
وقال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن عمر ، حدّثنا مجمع بن يعقوب ، عن أبي بكر بن محمّد بن عمر عن أبي سلمة ، عن أبي ه ، عن اُم سلمة :
« أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لها : « إذا أصابتك مصيبة فقولي : اللّهم أعطني