نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 645
فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاة تنزيهاً لكم
من الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق ، والصيام تثبيتاً للإخلاص ،
والحجّ تشييداً للدين ، والعدل تنسيقاً للقلوب ، وطاعتنا نظاماً للملّة ،
وإمامتنا أماناً للفرقة ، والجهاد عزاً للإسلام ، والصبر معونة على استيجاب
الأجر ، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة ، وبر الوالدين وقاية من السخط ،
وصلة الأرحام منساة في العمر ومنماة للعدد ، والقصاص حقناً للدماء ،
والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس
، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس ، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة
، وترك السرقة ايجاباً بالعفة . وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية فـ﴿ اتقوا الله حقّ تقاته ، ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون ﴾ [1] وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فإنّه ﴿إنّما يخشى الله من عباده العلماء ﴾ [2] .
ثم قالت : أيها الناس اعلموا أني فاطمة ، و أبي محمّد صلى الله عليه
وآله وسلم ، أقول عوداً وبدواً ، ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما
أفعل شططاً ﴿ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم ، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ﴾ [3] فإن تعزوه وتعرفوه ، تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمّي دون رجالكم ، ولنعم المعزى إليه صلى الله عليه وآله وسلم .
فبلّغ الرسالة صادعاً بالنذارة ، مائلاً عن مدرجة المشركين ، ضارباً
ثبجهم ، آخذاً بأكظامهم ، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ،
يجف الأصنام ، وينكث الهام ، حتى انهزم الجمع وولّوا الدبر ، حتى تغرى
الليل عن صبحه ، وأسفر الحقّ عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست