وزادي قليل ما أراه مبلغـي *** أللزاد أبكي أم لطول مسافتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى *** فأين رجائي فيكَ أين مخافتي
قال : فقلتُ لها مرّة وقد قامت بليل : ما رأينا من يقوم الليل كلّه غيرك .
قالت : سبحان الله مثلك يتكلم بهذا ، إنّما أقوم إذا نوديت .
قال : فجلستُ على المائدة في وقت قيامها فجعلت تذكّرني ، فقلت لها :
دعينا نتهنأ بطعامنا ، فقالت : ليس أنا وأنت ممّن يتنغص عليه الطعام عند
ذكره الآخرة ، وقالت : لستُ أحبّك حب الأزواج ، إنّما أحبّك حبّ الإخوان .
وقالت لزوجها : اذهب فتزوّج ، قال : فذهبتُ فتزوجتُ وكانت تطعمني
الطعام وتقول : اذهب لأهلك ، وكانت إذا طبخت قدراً قالت : كلها يا سيّدي
فإنها ما نضجت إلاّ بالتسبيح ، وبقيت على عبادتها إلى أن توفّاها الله [2] .
وذكرها الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً : ديوان رابعة الشامية أو
شعرها : ترجمتها في خيرات حسان 1 : 139 ، ونفحات الانس : 554 ، وريحانة
الأدب ، وأورد بعض شعرها العربي وعدّها من النساء العارفات [3] .