نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 365
روت عائشة : إنّ أول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلاّ جاءت مثل
فلق الصبح ، ثم حبّب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء ، فيتعبّد فيه
الليالي ذوات العدد قبل أن ينزل إلى أهله ويتزوّد لذلك ثم يرجع إلى خديجة
فيتزوّد منها ، حتى جاء الحقّ وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : إقرأ .
قال : ما أنا بقارىء .
قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : إقرأ .
فقلت : ما أنا بقارىء .
فقال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : إقرأ .
فقلت : ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : ﴿ إقرأ باسم ربّك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربّك الأكرم ﴾ [1] .
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرجف فؤاده فدخل على
خديجة بنت خويلد ، فقال : زمّلوني زمّلوني ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع .
فقال لخديجة وأخبرها بالخبر : لقد خشيت على نفسي .
فقالت له : كلا والله ما يخزيك الله أبداً ، إِنّك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتُقرىء الضيف ، وتعين على النوائب .
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد ، وهو ابن عمّ
خديجة ، وكان قد تنصرّ في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فكتب من
الأنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان قد عمي .