نام کتاب : مباحث حول النبوات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 348
فالنفس
الجزئية للمعصوم تثار وتعطش وتجوع وهي تدرك العطش وقول النبي (ص) ما أوذي نبي كما
أوذيت فهذه مرارة تذوقها النفس الجزئية للمعصوم وإلا العقل او الروح احدهما لا يكل
ولا يشرب ولا يمرض ولا يجوع ولا يعطش ولا يستمر مرارة ولا يستعذب حلاوة، فمكابدة
بدن المعصوم أو نفسه الجزئية أو غرائزه الجزئية وهذا معنى الامتحان لذلك هو يثار
وفي زيارة لأمير المؤمنين انه بعدما غصب حقه في السقيفة فكان هائج الغضب عظيم
الحلم والصبر، فلابد أن يغضب لاستنكار المنكر ولكنه عظيم الصبر فلا يخرجه عن الحلم
والصبر، وبالتالي هذا نوع من التدبير والحكمة فكلا الصفات موجودة فيه، وهنا مكابدة
المعصوم في النفس الجزئية في الحس المشترك وفي البدن لا تعني عدم العصمة وإنما
تعني مكابدة وتعني امتحان ومرارة ولذلك يجرح المعصوم فكما يجرح بدنه تجرح عواطفه
«صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا» أي إيلام المعصوم فمصائب
المعصومين ليس في ابدأنهم وإنما في نفوسهم، كما في قول (جفتنا الأمة وأغلظت) وهذا
يعبر عن مشاعر المعصوم، أو بيان الغربة لسيد الشهداء فهذه مرارة يحسها المعصوم أو
وصف غريب الغرباء او وصف غريب طوس وتعبير الإمام الرضا لدعبل عندما اضاف بيتا
لقصيدته التائية المشهورة:
وأرض بطوس
يا لها من مصيبةٍ
ألحَّت على الأحشاء بالزفرات
وفيها
تعبير أن هذه مرارة الغربة للإمام الرضا موجودة إلى يوم المعاد،
نام کتاب : مباحث حول النبوات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 348