نام کتاب : مباحث حول النبوات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 146
ونسيان
النبي موسى له معنى، ودع عنك من يقبلون عصمة الأنبياء ولا يقبلون عصمة كذا، ولكن
الباري تعالى كيف يصوغ كلامه مع النبي عيسى بصيغة اتهام واستفسار والله(لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)، فهل كل أمر فاحش رديء هاوي يتهم
به الإنسان يسائل عنه الإنسان العظيم وهل من حق الرعية أن يسائلون النبي عيسى بهذه
الصيغة فأنها قطعا تكون جسارة وممنوعة، الصحيح والذي لا ريب فيه انه ليس نكير من
الله على النبي عيسى وكيف وهو اعدل العادلين ولم يقع من عيسى (ع) سوء وهو معلوم من
الله وليس هناك أي ريبة فيه. ولذلك نقول بان هذه الصيغة وردت في القران ممن لا
يختلف في عصمته وهو الله عز وجل.
وعلى أي
تقدير صيغة هذا التساؤل من الله عز وجل(وَ إِذْ قالَ اللَّهُ
يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي
إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما
لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي
نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)[1] فهنا لو يثار تساؤل كيف من العدالة أن يسائل الله النبي عيسى بهذه
الصيغة فهل من العدل أو هل هو من الإحسان من الله وهو فوق العدل، وهل لإبطال حجة
النصارى أمس بكرامة بريء، وهل على كون الأمر صوري يبرر أن تمس كرامة نبي من أولوا
العزم وفي مشهد من الخلائق؟، الآن في قوانين المحاكم الوضعية للمتهم حق المطالبة
برد الاعتبار، والمفروض عند الباري