نام کتاب : مباحث حول النبوات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 130
ولكن بين
الفينة والأخرى تصدع الأمور ونظمها ولا يستطيعوا المسك بزمامها لان ورائهم من هو
محيط بكل شيء وبعبارة أخرى هذا نوع من الامتحان والمشهد التوحيدي الذي يبصره كل
من المظلوم والظالم والمحق والمبطل زيادة في تجلي التوحيد، إذاً الحكمة معرفية
نظرية.
«إنما بعثني الله ولا مال لي» كما ذكر أمير
المؤمنين (ع) في فلسفة بعثة أدم وموسى وغيرهم من الأنبياء، فالأنبياء لا خدم ولا
حشم ولا مال وجبروت ولا صولة ولا جولة «ليعرفكم قدرته وقوته لا قدرة الرسول وقوته»
أي لأجل تمحض التوحيد «وانه هو الناصر لرسوله لا تقدرون على قتله ولا منعه من
رسالته فهذا أبين في قدرته تعالى وفي عجزكم» فرغم هذه الآليات المتواضعة والبسيطة
إلّا أن الله من وراء كل شيء رقيب، فهذه الآلية التي استعملها الله عز وجل أليق
بالحكمة الإلهية في نشر التوحيد وأبين في معرفة التوحيد، وهي رد على ما يطرحه ابن
تيمية وغيره من الغربيين من أن القدرة المادية دليل الحقانية، بينما القران يقول
أن الضعف المادي في دار الدنيا مع الالتزام بالمسار المبدئي هو دليل القدرة
الغيبية الإلهية والحقانية وهو يجلي التوحيد أكثر بل هو يظهر الحق أكثر.
تباع أهل
البيت (عليهم السلام) مثلا في طول التاريخ لم يكن لهم حول وقوة ومع كل ما جرى
عليهم من قتل وتشريد واضطهاد إلّا ان الثبات على الحق مستمر، وهذا واقعا ادعى لمن
له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ان يميز ويبصر الحق في أي جانب، ويزداد قناعة ان
هناك قدرة حافظة غيبية مدبرة
نام کتاب : مباحث حول النبوات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 130