responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 90

قمّة النشاط مَعَ حتمية الشهادة

تفاؤل الحسين عليه السَّلام:

سَيِّد الشُّهَداء يجسّد هَذا البند العظيم وهذهِ الكلمة- تفاءلوا بالخير- الجامعة (عملياً) في ساحة الطّف، يُقاتل قتال المُنتصر لا يعرف الهوادة يكرّ عَلَى القوم كراراً كرّ الأسد الغضوب، يبتغي الخير ويطلب عنوان الخير بكُلِّ أبعاده، سواء الحالية أو المُستقبلية للدين أوله (ع) باعتباره حجّة الله في أرضه أو لأهل بيته وصحبه، بلْ أكثر مِنْ ذلك يبتغي الخير لأعدائه ويطلب الصلاح لهم، ففي كُلّ حركة وسكنة وَكُلّ لحظة مِنْ اللحظات ينظر لذلك العنوان العام المُهيمن الواسع مِنْ اتّساع الرحمة الإلهية.

وَهَذا الأمر لَيسَ عِنْدَ المولى الحسين (ع) فحسب بلْ هُوَ أدب إلهي ونبوي وولوي، فإنَّ الله جَلَّ جَلَالَهُ يبني الأُطر العامَّة لتعامله مَعَ مخلوقاته- وليسَ مَعَ الإنسان فقط- عَلَى إطار الرحمة العامَّة الواسعة، والَّتِي تنطوي تحتها عناوين عامّة أُخرى كالخير والجود والكرم والعطاء، رغم علمه بمصائر الناس ومآلهم، وكأنَّه يتجاوز عَنْ علم قضائه وعلم قدرهِ المحتوم إلى سعة مشيئته الَّتِي هي درجة أعلى مِنْ العلم بالقضاء والقدر الإلهي فليس عطاءه محظور عَلَى أهل الكُفْر ولا عَلَى أهل الإيمان، قَالَ تعالى:(كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَ هَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَ ما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) [1]، فيعطي ويعطي ويبتغي الخير


[1] سورة الإسراء: الآية 20.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست