مقدمة الطبعة الأولي‌

العلم و القراءة و الكتابة بالقلم، قواعد المجد، و مفاتيح التنزيل، و ديباجة الوحي، و مشرق القران الكريم، بها يقوم الدين، و تدوّن الشرائع، و تحيي الأمم، و تبني الحضارات، و يكتب التاريخ، و يرسم الحاضر و المستقبل، و بها تتمايز المجتمعات، و تختلف الثقافات، و يوزن الإنسان، و يتفاضل الناس، و يزهو و يفتخر بعضهم علي البعض الاخر.

في ضوء هذه القيم و المبادي السامية، و من منطلق الشعور بالمسؤولية، و بالتوكل علي الله تبارك و تعالية بذلت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدّسة جهودا كبيرة و اهتمامات واسعة لدعم الحركة العلمية و الفكرية و الثقافية، و تطوير جوانب الكتابة و التأليف و التحقيق و المطالعة، و ذلك عن طريق الاهتمام بالشؤون الفكرية، و افتتاح المؤسسات و مراكز الدراسات العلمية، و بناء المكتبات التخصّصية، و التواصل مع الأساتذة و العلماء و المفكرين، و تشجيع النّخب و الكفاءات و الطاقات القادرة علي بناء صروح العلم و المعرفة.

و تعد مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية في النجف الأشرف و قم المقدسة، امتدادا لتلك الجهود المباركة، و قد عملت منذ تأسيسها و بأقسامها و وحداتها المتنوّعة علي إثراء الواقع العلمي و الفكري، و ذلك من خلال تدوين البحوث، و تأليف الكتب و تحقيقها و نشرها، و إصدار المجلات و التخصصة، و المشاركة الفاعلة مع شبكة التواصل العالمية، و إعداد الكوادر العلمية القادرة علي مواصلة المسيرة.